اسم المستخدم

كلمة المرور

    
 
بحث
اللغه
select
الكرازة السنة الخامسة والأربعون14 يوليه 2017 - 7 أبيب 1733 ش     العدد كـــ PDFالعدد 27-28

اخر عدد

الــزواج المسيـحي

نيافة الأنبا موسى

14 يوليه 2017 - 7 أبيب 1733 ش

أولًا: ما هو الزواج المسيحي؟

1- هو ناموس طبيعي أسسه الله أولًا منذ البدء بدليل قوله: «ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا..» (تك1: 27-28)، «لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا» (تك2: 24).

2- الزواج المسيحي مختلف: - حقًا - عن أي نمط آخر من أنماط الزواج السائدة في المجتمع، فهو ليس تعاقدًا مدنيًا، بل هو شركة فوق العادة، فيه يحل الروح القدس على العروسين المؤمنين كقوة إضافية تساندهما، وتوحّدهما في كيان مسيحي فائق الوصف، بقدر ما يكون كل منهما متجهًا نحو الله، طالبًا وجهه، وناظرًا وجه شريكه بطهارة، ونيّة صافية، وقلب بسيط..

- فالزواج الاجتماعي رابطة ثنائية (الزوج + الزوجة )، الزواج المسيحي رابطة ثلاثية (المسيح يربط بين الزوج والزوجة)، فالزواج المسيحي هو - في الواقع - ارتباط ثلاثي بين شاب مؤمن وشابة مؤمنة يجمع بينهما المسيح، بفعل الروح القدس بسر عجيب، ولذلك يرتفع الارتباط بين الزوجين إلى درجة الاتحاد السرائري، فلا ينفصل الزوجان (أي لا طلاق)، لأن «الذي جمعه الله لا يفرقه إنسان» (مت19: 6).. ، وهذا الاتحاد مؤسَّس على صخرة قوية هو الرب يسوع، فلا يتزعزع مادام الزوجان يسلكان بالإخلاص والأمانة والطاعة لله..

في الزواج المسيحي - إذًا - تنفتح الحياة الإنسانية على الحياة الإلهية، من خلال تواجد المسيح في العائلة، ويكون للحياة الزوجية مذاق خاص يختلف - بالتأكيد - عن أيّة حياة زوجية أخرى ليس فيها المسيح، وليس فيها زوجان خضعا لإرشاد الروح القدس، واكتسبا أخلاقًا خاصة من قبله.

3- الزواج المسيحي عودة إلى الزواج الأصيل: إنه - في الواقع - تجديد لزواج آدم وحواء الذي فشل بالسقوط، ومن خلال الزواج المسيحي يحقق الله ما أراده منذ البدء، يوم خلق الإنسان، «وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ» (تك1: 28)، يحقق ما لم يمكن تحقيقه من خلال الزواج الأول الذي ضاع بهاؤه بالسقوط.

في الزيجة المسيحية يعود الارتباط نقيًا بين الرجل والمرأة، بعد أن افتدى الرب يسوع الجنسية وقدسها، ليصير «كل شئ طاهرًا للطاهرين» (تي1: 15).. لم يثبت آدم وحواء في الحب والطاعة لله، لذلك سقطا وحُرِما من البركات الإلهية التي كانت مُعدَّة لهما.. ولكن ما فشل آدم وحواء في تحقيقه، يمكن للزوجين المسيحيين أن يحققاه بقوة الروح القدس والنعمة المُعطاة لهما، وجهادات الحياة الروحية، فالزواج المسيحي طريق أمانة وإخلاص للرب، وهو سعي مشترك في حياة القداسة، وهو قلبان اتفقا على بلوغ الملكوت الأبدي.

في الزواج المسيحي - إذًا - يعود الله ويتطلع من جديد، بعد آلاف السنين، فيرى "الإنسان الجديد"، أي الزوجين المسيحيين اللذين قبلا المسيح واتحدا به، وتجدّدا بفعل الروح القدس.. يرى الله العروسين "إنسانًا جديدًا" مخلوقًا على صورة الله، ومتحدًا من رجل وامرأة، تمامًا مثلما خلقه منذ البدء، وينظر فإذا "الإنسان" حسن جدًا مرة أخرى.  

بعد كل هذه النعم التي سكبها المسيح على العروسين، وبعد هذا التقديس لكيانهما من خلال سر الزيجة، هل يبخل الزوجان على المسيح بحياتهما؟.. ألا ينبغي أن يبقى قلباهما متجهين لله، ونفساهما ملتصقتين به؟


  • تقييم المقال
     
  • مقالات اخري للمولف
  • |
  • طباعه


سياسه التعليقات

اضف تعليقا


عنوان التعليق
موضوع التعليق

2012 © Site developed and maintained by PSDWorx